الجمعة، 29 يناير 2010

""""رِحْلَةُ عَذاب فِي بَحْرِ الحِرمَـــــــــــــــــــان"""""

يذهب الاطفال في الصباح الباكر الى المدرسة..

وإيمان كذلك ..

تستيقظ باكراًً..

وتتجه نحو المدرسة..

حاملة كيسا كبيرآآ ..

لا تذهب للدراسة..

بل كانت تذهب لتشتغل..

وتبيع الحلوى..

كل يوم..

وترى الاطفال يدرسون ..وتعميها الغيرة ..

فتتنهد بصمت..

وتتألم بصمت..

وبالرغم من ذلك تبتسم كلما باعت حبة حلوى..

غريب أمر هذه الفتاة..

إعتدت المرور بقربها..

والشراء من عندها..

ليس حباً في مذاق الحلوى..

بل حباً في مشاهدة إبتسامتها البريئة...

كانت خفيفة كالفراشة..

تارة هنا وتارة هناك..

تجدها تلحلح لتبيع..

وأحيانا تتبع المارة لكي يشترو....

سافرت لمدة اسبوع..

وعدت لارى إيمان..

لكنني إستغربت..

وجدتها صامتة تجلس في مكان..

ولا تتبع المارة..

ذهبت لسؤالها..

إيمان ما بالك؟؟؟..

لم تجب وقفت لبرهة قربها ..

اشاهد تقاسيم وجهها ..

الحزن..

وعينان غائرتان بالدموع..

إقتربت منها اكثر لأمسح دموعها..

فرمت يديها على كتفي وعانقتني..

أجل عانقتني بالرغم من انني غريبة ..

فأنا مجرد زبونة عندها..

عانقتني وهي تصدر صوتآ حزينا..

وتبكي..

سالتها مجددا

فصمتت قليلا..

لم أعلم لماذا ترددت في اخباري..

حملت كيسها ورحلت..

في اليوم التالي ذهبت لرأيتها ..

لكنني لم اجدها..

جلست في مكانها وأنا انتظر..

لعلها تأتي..

رأيت طفلة صغيرة قادمة تحمل كيسا فوقفت..

وفرحت كثيرآآآ..

لأنني احمل لها هدية..

أحببت أن أرى إبتسامتها من جديد..

إقتربت مني..لكنها لم تكن هي..

فتاة صغيرة أخرى..

سألتها....هل تعرفين إيمان..

أجابت بنَعَم..

سألتها مجددآ..

لِمَ لمْ تأتي ..

فأخبرتني أن إيمان طفلة يتيمة..

يتكفل برعايتها أخوها..

تعرض أخوها لحادثة وفرَّ السائق..

فأصبح طريح الفراش..

فإنقلبت الأدوار..لتصبح إيمان هي من تشتغل..

لتعيل أخاها..

وبالرغم من الحرمان كانت تبتسم..

لأنها راضية باللقمة التي تأخذها لأخيها..

مات أخو إيمان لأنه كان يحتاج إلى العناية الفائقة..

والأدوية..

ففقدت إيمان الأمل..

وتركت أكياس الحلوى..

لترحل إلى مصير مجهول..

وتتركني أفكر فيها كلّ يوم..

وكلّما أمر بمكان أول لقاءٍٍ لنا..

يا رب الكون والسماء

اجعل في قلوبنا ايمانا

اكثر من قطرات المطر

وحبات الرمل

يا رب اهدنا

وادخل الرحمة في قلوبنا

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

جميل لدرجة الجنون الادبي



شكرا لك

إرسال تعليق